مرت سنواتٌ طوال على آخر لقاء يجمعنا..
عصفت بنا الدنيا و شوهت معالمنا..
تبدلت الأحوال و تبلدت المشاعر..
وأصبح اللقاء الأول بعد الفراق ، كأنه لقاء لغرباء لا يحملون لبعض أدنى مشاعر..
أرعبني جداً ما حدث فعُدت أدراجي بخطىٍ ثابتة نحو غرفتي ، أفتح صندوقي الخشبي، و أفتش عن رسائلي و رسائلك المتحصنة في ذلك الصندوق ..
أخذت أقرأ الرسائل واحدةً تلو الأخرى، و أتعجب من كمية المشاعر المهدرة..
كيف أستطعنا أن ننقش كل الحروف بالدم والأحاسيس؟! في تلك القراطيس؟!
دون أن نشعر بذوبان الأرواح و توهان العقول..
هل يستطيع الزمن أن يخوننا و يمحو كل ذلك الحب ؟!
بينما كانت الأوراق أوفى منه..
خلدت لنا كل الآلام والأشواق والحنين ..
كيف أصبحت أدمغتنا خواء و قلوبنا نابضة بلا حياة ؟!
كيف هاجرت ذاكرة الحب كأسراب الطيور ؟!
وبقينا على قيد ذاكرة من ورق ؟! ..
بقلم : وفاء العتيبي 🕊️