وصل الحال بنا أن نمكث بالساعات أمام محتويات إعلامية فارغة، ليس لنا فيها لا ناقة و لا جمل و لن توصلنا لاستفادات جميلة أو أفكار نافعة، إنما ترهات إعلامية من بعض قنوات التواصل التي أصبحت تزاحم حتى قنوات التلفاز الرسمية..
أين الرقابة عن هذه الحسابات، ما رأيكم في أن ينضم خلال عشر دقائق سبعون مشترك في بث مباشر لشخصية فارغة محتواه كله أكاذيب ومسابقات مغشوشة ولغة ركيكة ويستمر البث إلى ما يقارب الساعات..
لماذا وصل بنا الحال إلى هذا المنحدر أليس هناك من السبعون رجل رشيد؟
هل من الممكن أنه لا يوجد من هؤلاء السبعون من هو متعلم ومثقف.. كيف يرضى على نفسه الانضمام لمثل هذه الحسابات التافهة و عذراً على المسمى وتأخذ من وقته الكثير ما هي الأسباب التي أوصلتنا لذلك؟
فلنبحث عن الأسباب ولنجد لها حلاً صارماً ينزعها من أساليب حياتنا اليومية..
في علم نفس الإنسان مجبور على التأثر من جليسه ، والطباع جنود مجندة ، يقود بعضها بعضاً إلى الخير أو إلى الشر ومن تجالسه بالأيام والساعات ستقلده حتمًا وستكسب منه معظم تصرفاته ، فنحن نجالس هواتفنا ونتابع العديد من الحسابات..
فعلينا أن نتنبه لأنفسنا ونحترم عقولنا وأفكارنا ولا ننجرف تحت مسمى حسابات للدعابة و للتسلية وتسلب منا الكثير ونحن لا نشعر..
في الحكمة قالوا إن القرين بالمقارن يقتدي..
ونحن نجالس من ؟
بقلم /الكاتبة ليلى العوض