في مقتبلِ العمر..
يكون الإنسان سطرًا خاليًا من أي حرف..
و كتابًا فارغًا من كل محتوى..
ثم تكتب الأحداثُ و الأشخاص و الخبرات سطورَ ذاك المجلد عبرَ أيام الإنسانِ و سنينه..
و يوم ينقضي العمرُ و تتوقفُ الحياة يقفل الكتاب على مكنونهِ و يظهر الغلافُ الخارجي ليحفظَ المضمون..
و يمضي العمر.. وترى أنواعًا من بشر..
يترك أحدُها عينًا من ماء نميرٍ يَروي..
ويحفرُ أحدُهم أخاديدَ ألمٍ و حذر..
و مع امتلاءِ صفحات الكتاب.. يملُّ الإنسانُ وجودَ من لايستحق..
فهناك سارقو الأمنِِ ونازعو الطمأنينة ومستهلكو الطاقة ممن يشغلون فصلاً من كتابكَ و يكفيهم سطرانِ فحسب..
لن أسمحَ لمختلسٍ أن يأخذ من باقي العمرِ لحظةً ولا يسحبَ من خلاياي بلسمَ السكينة ..
اسْتَبْقِ من يحبونكَ ويمدونكَ بالرضا
و لتُبعد من يبثكَ التخاذلَ و الخواء..
قِفْ.. تمهلْ..
حان وقتُ الانتظار..
لا أبالي
لفارسٍ منْ ورقِ
عُدْ.. تقهقرْ..
فاتَ عهدُ الاحتكار..
إما الرحيلُ أو
الجميلُ العَبِقِ
لاوقتَ عندي
لسارقِ الأعمار..
قلبي سحابٌ
ونورهُ من وَدْقِ