في إنجاز طبي غير مسبوق، نجحت الفرق الجراحية والطبية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في إجراء 5 عمليات زراعة أعضاء متزامنة خلال 10 ساعات لـ5 مرضى بينهم رضيع، عانوا من فشل في (الأمعاء الدقيقة والقلب والكبد والكلى)، بعد موافقة عائلة شاب (24 عاماً) توفي دماغيا في حادث مروري، بالتبرع بأعضائه في موقف إنساني نبيل، وبالتنسيق اللازم مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء.
وشملت العمليات استئصال الأعضاء الحيوية من المتبرع المتوفى دماغياً مساء الخميس 15 أكتوبر 2020، إذ استئصل الكبد وفصل إلى جزءين تمت زراعتهما لمريضين أحدهما رضيع (23 شهرا) والآخر رجل بعمر (63 عاماً)، كما استؤصلت الكلية وزرعت لامرأة (60 عاماً)، واستؤصلت الأمعاء الدقيقة وزرعت لشاب (34 عاماً)، كما استؤصل القلب وزرع لشابة (36 عاماً).
بدوره أوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد الفياض أن هذه العمليات الدقيقة لزراعة الأعضاء لا يمكن إجراؤها بشكل متزامن سوى في مراكز طبية قليلة في العالم، إذ تتطلب إمكانات كبيرة بكفاءات بشرية جراحية وطبية وتمريضية ومخبرية وفنية مع توافر البيئة التحتية ذات التجهيزات العالية من غرف عمليات متعددة ومختبرات وأشعة وكافة التقنيات التي تحتاجها هذه العمليات ما كان سببا في إنجازها متزامنة في 10 ساعات، بمشاركة فريق طبي بلغ نحو 70 مختصاً في 7 غرف عمليات بكامل طاقتها فضلا عن الإدارات اللوجستية الداعمة.
واستدرك الفياض أن الجاهزية كانت متوافرة لإجراء زراعة بنكرياس ورئتين غير أن فحص هذه الأعضاء بعد استئصالها أبان عدم ملاءمتها فصرف النظر عن زراعتها وفق البروتوكولات والمعايير العالمية المعتمدة. وأبان أن «التخصصي» ومركز الأبحاث من المراكز القليلة عالمياً التي تجري عمليات زراعة الأمعاء الدقيقة، كما يعد رائدا شرق أوسطيا في استئصال وفصل الكبد وزراعته لمريضين مختلفين، علاوة على ريادته في زراعة القلب ضمن المراكز الأعلى عالمياً.
يذكر أن المرضى الذين خضعوا لعمليات الزراعة يتمتعون بصحة جيدة وغادر معظمهم المستشفى مع الاستمرار في المتابعة الطبية الدورية