جمعت أشلاء قلبها الممزق وأخذت بالسير نحو المجهول فقدت السند والولد
وتساقطت أوراق الأحبة من حولها ورقة تلو ورقة
لا شيء باقي..
الكل راحل..
الكل مشغول إما بزيفٍ
أو بقدرٍ محتوم..
أخذت تنظر من حولها
كيف أن البساتين المخضرة
جفت أغصانها وتكسرت
وتحولت إلى غابة من الأشباح والوجوه العابسة..
كيف لها أن تميز الوجه الحقيقي من القناع المزيف
كيف لها أن تثق بهم مرة أخرى..
الثقة نعم الثقة هي زجاجة
ساطعة الوضوح والنقاء ولكن انكسرت بمجرد السقوط..
وحتى إن نهضت ولملمت أجزاء الزجاج لن تعود الثقة بل ستجرح كل من لمسها وهي تتألم أيضاً..
مضت ولم تلتفت لبرهة
بعيداً عن ذلك العالم المظلم..
وكل ما دار من أحداث عالقاً في ذهنها لا ينام ولا يموت
ولا تنطفئ نار القهر ولم تهدأ أبدا..
حتى لاح لها نورًا مشعًا من السماء..
ليخبرها أن الله لاينسى ولا يرضى بالظلم على العباد
وأنها ليست الوحيدة على هذه الأرض..
تنهدت قليلًا ثم اطمأنت
وتذكرت قصة هاجر عليها السلام..
كيف أنها بقيت في وادٍ غير ذي زرعٍ و ظلامِ الليل الموحش وشمسِ النهار الحارقة..
لا يوجد ماء ولا غذاء من حولها
وطفلها الرضيع يبكي ولا حول لها
وهي تردد بقلب موقنٍ مطمئن..
و بلسانٍ مؤمن
” الله لن يضيعنا “