يقول تعالى في سورة الكهف (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لاقوة إلا بالله إن ترن أنا اقل منك مالا و ولدا).. واصفا حال رجلين رزق الله أحدهما جنتين من عنب و ثمر و أحاطتها بساتين النخيل وبينهما زرع بهيج، وآتت كل واحدة منهما ثمارها و خيرها فلم تنقص منه شيئا بل أسال الله نهرا جاريا بديعا بين أشجارهما.
و كأن له ثمر و كتبها البعض بضم الثاء و الميم بمعنى أموال مختلفة الأنواع و فسرها أحدهم بالذهب و الفضة و فسرها غيرهم بالثمر العادي، وأخذ يتشدق و يتكبر على صاحبه الفقير بما وهبه الله تعالى من مال و جاه، و دخل بساتينه متبخترا منكرا ليوم البعث ومكذبا بيوم القيامة، و لايصدق بأن تباد جنته و حتى لو قامت الساعة – قالها و هو مكذب و مشكك- فسيعطيني ربي خيرا منها، أخذ صاحبه يحاول إرجاعه للحق وذكره بأصل خلقه وكيف سواه الله رجلا صحيح الجسم وأعلن انه مؤمن بالله وحده لاشريك له، ونصحه موبخا أن لو دخل جنته و هو يقول ماشاء الله لاقوة إلا بالله وهو مايقال للحماية من الحسد و العين و كمؤشر للاستعانة بالله وشكره على نعمه.. ومع اني أقل منك مالا و جاها و ذرية إلا إن ربي سيعطيني بفضله في الآخرة راجيا من كرمه ودعا على جنة المتكبر بأن يغور ماؤها و بالفعل أحيط بثمره بالخراب و الدمار و ضاعت أمواله وصارت خاوية تصفر فيها الريح لاعز فيها و جاه..
نعوذ بالله من الكبر بالنعم أو الطغيان بالخيرات و نعوذ بالله العظيم من شر إنكار البعث و الثوابت.
إذن.. إن أكرمك الله بنعمة فاحمد و اشكر ولا تتكبر.
وإن رأيت غيرك في نعمة فلا تستكثرها عليه ولاتحسده فما تكرهه لنفسك لاتسكبه شرا على سواك.