يقول تعالى في كتابه العزيز في الآية ١٢٨ من سورة التوبة واصفا رسوله المختار (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
يقول تعالى ممتنا على المؤمنين بما أرسل إليهم رسولا من أنفسهم ، أي : من جنسهم وعلى لغتهم ، كما قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ، والمغيرة بن شعبة لرسول كسرى : إن الله بعث فينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصفته ، ومدخله ومخرجه ، وصدقه وأمانته .
وقال سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه في قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية ، وقال صلى الله عليه وسلم : ” خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ” .
وهو لايحب العنت لأمته و لا المشقة بل يحب اليسر و التيسير، وحريص على هدايتهم وإرشادهم للحق.
وقوله : ( بالمؤمنين رءوف رحيم ) كما قال تعالى : ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين . فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون . وتوكل على العزيز الرحيم ) [ الشعراء : 215 – 217 ] .
وهكذا أمره تعالى بالرأفة و الرحمة و الود و اللين.
هذا هو نبينا النموذج البشري الأمثل صاحب الرأفة و الرحمة..
وهذه حكاية لرجل مسلم ضمه رسول الله صلى الله عليه و سلم من خلفه و كان يبيع سلعة في السوق وكان دميم الخلقة فقال حين ضمه الرسول الكريم : أرسلني، فمازحه النبي بقوله : من يشتري مني هذا العبد؟ فالتفت فوجده حبيبه نبي الرحمة فجعل يلصق ظهره بصدر الحبيب المصطفى ويقول: إذاً تجدني كاسدا، فأجابه النبي عليه السلام :لكنك عند الله لست بكاسد).
إنه زاهر بن حرام الأشجعي.. قال عنه رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام: “إن لكل حاضرة بادية و بادية آل محمد زاهر بن حرام”.
كان لايأتي رسول الله من البادية الا بطرفة أو هدية و كان رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه يحبه، حيث كان يضحك الرسول الكريم و يدخل السرور على نفسه .
هذا النبي، مشكاة الرحمة ودرة اللين واللطف، يحتضن الدميم ليسن معيار الربح عند الله، ليست بجمال الهيئة وبهاء الشكل بل بثقل المخبر ونقاء المضمون.
بسوما بشوشا ، رفيقا صديقا، قريبا حبيبا، كان كذلك و عشرات أخرى من صفات و سمات ينتهي عندها حسن تفوق الإنسان وتفرده.
بأبي انت و أمي ياشفيعي.. ترى ما أثر غبطة زاهر رضي الله عنه عليه حين غمره دفء الذراعين الشريفين ؟
وكيف كانت فرحته و المجتبى الأمين يمازحه و يثني عليه ويؤكد مكانته عند ربه!
رب اجعلنا في صحبته في الجنة نأنس بضحكته الوضاءة ويسمو سمعنا بجميل صوته ولين قوله فنسعد ونحلق حبورا كما سعد ذاك الرعيل و زيادة .
صلى عليك الله يا سيد ولد ابن آدم و على آلك وصحبك و من اتبعك إلى يوم الدين 💜