منذ فترة ليست بالقصيرة قرأت عن قصة آلمتني واعتصر قلبي من بشاعة ما قرأت..
لم أستطع تخيل ماحدث كيف لأمٍ غرس الله في قلبها الرحمه، أن تقتل فلذات كبدها حتى لو كانت تمر بظروفٍ قاسية..
الحيوان وهو بلاعقل لا يضر صغاره، فكيف بمن يضيع عقلها إن حصل مكروه لصغارها..
كان الموضوع مؤلم جداً والجميع استنكر الحادثة خاصة بعد أن ثبت شرعاً بأنها سويه غير معتلة أبداً بل تعمدت قتل أبنائها وحاولت قتل شريك حياتها لكنه لم يمت، فخسرت الأبناء في الدنيا والآخرة..
حُكم عليها بالقصاص ونُفذ ونسي الناس الحادثة حتى جاءتنا أمٌ جديدة بمأساةٍ أعظم.. لم تقتل صغارها فقط بل قتلت نفسها ألف مرة قبل أن تلقي بهم في نهر الظلمات..
ظلام ليلٍ موحش وظلام النهرِ الهائج وظلام قلبٍ ناقم على الحياة..
كيف لها أن تعيش بعد هذه الحادثة؟! ولماذا تفرط في صغارها مقابل أفكار شيطانية..
ألهذا الحد أصبحت الأنفس رخيصة.. ألهذا الجبروت قست القلوب..
ماضرها لو تركتهما في الطريق ومضت.. ربما كان الغريب أحن من الأم والأب..
ما خطبها تنتقم كل هذا الانتقام.. وتسلط جآم الغضب على رؤوس من لايقوى على الشكوى ولا الكلام..
ما هالها منظرهما؟! وهما يستنجدان بها غريقين..
ألم يصبها الهلع وتلقي بنفسها خلفهما علها تغفر لقلبها ما أقدمت عليه..
أحباب الله يشتكون إلى الله من قسوة بعض البشر..
أحباب الله نعمة من النعم التي حبانا الله ووصفهم بزينة الحياة الدنيا..
ليس هذا فحسب بل هم حجاب لنا من النار إن أحسنا إليهم بالتربية والتعليم والرعاية والإهتمام ..
حتى إن ماتوا صغار يحلقون للسماء بكل شوقٍ و حنينٍ ليأخذون بأيدينا إلى الجنة..
هل سينتظر الغريقين أمهما بعدما تخلت عنهما؟!
بالطبع لا!! سيتعلق كل واحد منهما في رقبتها ويسألانها بأي ذنبٍ قتلوا؟!
وكيف أنقلبت نبع الحنان والأمان إلى وحشٍ كاسر ومصدر خوف ورعب..
رحماك ربي بنا.. رحماك قد انقلبت الموازين..
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً
ولا ترينا بأساً فيمن وهبتهم زينةً لنا وبهجة.. وأجعل ما سبقنا منهم إليك شفاعة عندك..
بقلم :
وفاء العتيبي 💔