ولم أجدْ في أحاديثِ البحارِ وعمقِها أجملَ من حكايا الحوريّات..
حيث طافت حائرةً المرافئَ..
وفَناراتِها تذيعُ سرَّ الأزقةِ وبوحَ الحناجرِ وهميلَ الآهات..
كلُّ حجرٍ في زاويةِ مدينةٍ يكتب تاريخَ قلوبٍ مرتْ هنا وعيونٌ فاضتْ هناك بعبرات..
وتظل أرصفةُ المدنِ أتُونَ حبٍ وجَمرُها من ذكريات..
الألمُ يذكي حريقها و يطيرُ شررًا صنيعُ الأمنيات..
ولايُخمدَ نارَها بعدٌ ولا زمنٌ قد ولّى و فاتْ..
والحكايا توائمُ تتناسخ بين أرحامِ السواحلِ والنجودِ والمنحدرات..
الثكلى تصرخُ هنا والوجع صداها في قارةٍ أخرى..
و الدمعةُ تهطلُ في إحدى المجرات..
إنها الأرض..
كوكبٌ لا يزال رضيعًا
يحبو.. يتعثر..
وعمرهُ ملايينُ السنوات..