في حديث المدينة من الأردن الشقيق نستضيف شخصية نسائية شابة تعمل في مجالي الإعلام الحديث والصيدلة، فهي صانعة محتوى على اليوتيوب حيث تمتلك قناتين واحدة تقدمها بمفردها وهي “دعاء علان” وأخرى تقدمها برفقة أخواتها وهي “جمعة أخوات”، ولقد تميزت هاتين القناتين بالجمع بين الفائدة والمتعة في آن واحد، كما تعمل أيضاً في مجال الصيدلة فهي تعتبر باحثة صيدلانية.
عرِّفِ قراء وهج نيوز بنفسك.
السلام عليكم، شكرًا لك حبيبة على استضافتي في زاويتك، و أرجو أن يكون الحوار مثري و ممتع لجميع قراء صحيفة وهج الإلكترونية.
أعرفكم بنفسي، أنا دعاء علان؛ باحثة صيدلانية سابقًا، و صانعة محتوى على يوتيوب لأكثر من ٧ سنوات، عملت خلالها على قناتين، قناتي “دعاء علان” أقدم فيها محتوى هادف و ممتع يساعد الشباب في السعي على تحقيق أهدافهم، و قناة “جمعة أخوات” القناة التي تجمعني أنا و أخواتي نقدم فيها محتوى مسلي و متنوع و نشاركهم تجاربنا و المواقف التي نمر بها. خلال السنوات الماضية، حققت هاتين القناتين بفضل الله ال١٠٠ مليون مشاهدة و المليون و نصف متابع.
1- ما هي الوسائل التي ساعدتك في النجاح؟وكيف توازنين بين متطلبات أسرتك وعملك؟
كما نعلم، طريق النجاح مليء بالعقبات و الصعوبات، و قد يكون أهمها هو صعوبة الموازنة بين المسؤوليات المختلفة. بالنسبة لي، أكثر ما ساعدني على الموازنة بين كل مسؤولياتي هو تخصيص وقت يومي أو شبه يومي للتقييم المستمر و مراجعة الأولويات و التخطيط للأيام القادمة؛ كما ساعدني التنويع في أساليب كتابة الأهداف و متابعتها على معرفة أسلوب التخطيط الأنسب لي و تجنب الشعور بالملل الذي قد يدفع الشخص إلى ترك متابعته أهدافه.
أما بالنسبة لمراجعة الأولويات و تحديدها، فقد اعتدت على اتباع طريقة تسمى “قاعدة البهلوان” و قد تحدثت عنها مسبقًا في قناتي .. هذه الطريقة تحكي لنا أن البهلوان عندما يستعرض لعبة الكرات، يرمي كرتين في الهواء في حين يُمسك بكرةٍ واحدةٍ يمرّرها بين يديه لعدة لحظات، ثم يرميها و يمسك بالكرة التي كانت في الهواء و يعاود رميها ليمسك بالأخرى، وهكذا.. ، و كذلك تكون مراعاتنا لأولولياتنا .. كلٌ منّا يمتلك العديدَ من الكرات في حياته. لكن، هل هي بنفس درجة الأهمية في الآن الواحد؟ بالطبع لا، فكلُّ كرةٍ سيأتي الوقت لتُوَلَّى الأهمية الكبرى على غيرها، و بعض هذه الكرات تحتاج منّا أن نمسكها لفترة أطول، أو أن نمسكها مع كرةٍ أخرى غيرِها؛ لكنّنا لن نضطر لحمل همومِ و مسؤولياتِ كلِّ تلك الكرات على عاتقنا في آن واحد.
2- برأيك لماذا أصبح هناك توجه للكثيرين للدخول في مهنة الصيدلة؟
تخصص الصيدلة من أجمل التخصصات و أعمقها و أكثر اتساعًا، كما أنه يجمع جوانب لا حصر لها من العلوم الدقيقة و الاجتماعية و التجارية و غيرها. فالصيدلاني يتعلم التركيبات الدوائية و صناعاتها و ضمان جودتها و كيفية صرفها للمريض و معاملته للمرضى، كما يتاح له الدخول في مجال التسويق و التطوير. و هذا ما اكتشفته خلال دراستي للتخصص؛ بالإضافة إلى أن وجود الكثير من نماذج الصيادلة الرائعين و المؤثرين على مختلف المنصات الاجتماعية و المؤتمرات العلمية -و الذين نفخر بهم جميعًا- ساهم كثيرًا في إقبال الشباب على دخول مجال الصيدلة و تعلم علومها.
3- بصفتك باحثة، ما هو دور البحث العلمي في تطوير المجتمع،ومن وجهة نظرك ما هي العوائق التي تقف أمام الباحثين العرب؟
لا شك في أن البحث العلمي يعد من أساسيات التطور و الحضارة لكل مجتمع، و اهمال هذا الأساس سيتسبب في تراجع المجتمع بشكل كبير.
عملت في مجال الأبحاث لسنتين تقريبًا، كما كنت مهتمة في مجال الأبحاث خلال دراستي الجامعية، و أعتقد أن بعض العوامل التي لازالت تشكل عائقًا بين الشباب و تطوير البحث العلمي هي قلة الخبرة، قلة الوعي بأهمية مجال الأبحاث، ضعف التمويل عند كثير من البلاد العربية و أخيرًا بعض الباحثين للأسف لا يراعون الالتزام بالمصداقية التامة في ذكر أسماء الباحثين في بحوثهم؛ فيقومون باستغلال حماس الطلاب الشغوفين بالبحث و يلقون على عاتقهم مهام كثيرة ،ككتابة البحث والعمل في المختبرات، دون ذكر اسمائهم؛ مما يسبب ضياع حقوقهم و خسارة فرص كبيرة قد تتاح لهم في المستقبل.
4 – ما هي النصائح التي تعطينها للباحثين في الصيدلة ليعملوا بها؟
أفضل ما يمكن أن أنصحهم به هو استمرارية التعلم و السعي لاكتساب الخبرات، فمجال الأبحاث عالم واسع لا يمكن لأي منّا أن يحصره أو يُلِمّ بجميع ما فيه. لذلك، أي ساعة تعلم تبذلها في علم الأبحاث ستبقى في رصيدك لتفيدك في مجال عملك ولو بعد حين.
5- لو رجع بك الزمن، هل كنتِ ستختارين دراسة الصيدلة ام تخصص آخر؟
بصراحة، لم أكن أطمح لدخول تخصص الصيدلة تحديدًا في بداية المرحلة الجامعية “السنة التحضيرية”. لكن الأحداث و المواقف أثبتت لي أن تخصص الصيدلة هو التخصص الأنسب لي؛ حيث أن تجربتي بالجامعة و كلية الصيدلة خاصةً كانت تجربة مميزة جدًا غيرتني كثيرًا نحو الأفضل، علميًا و عمليًا، و الحمد لله؛ فلذلك، أقول نعم سأختاره مرة ثانية J.
6- حدثينا عن الجوائز التي حصلتِ عليها حتى الآن، وكيف كانت واقعها عليكِ؟
أعترف بأن الجوائز كانت من أكثر الأمور التي تركت في داخلي مشاعر إيجابية و زادت من ثقتي بنفسي و اندفاعي الدائم نحو الأفضل. كان أولها حصولي على المركز الخامس في مجال البحث العلمي على مستوى الجامعة، ثم حصلت على جائزتين في مجال صناعة الأفلام على مستوى الجامعة. و أخيرًا، حصلت أنا و زميلاتي على المركز الثالث في مجال أبحاث التخرج على مستوى كلية الصيدلة. و أنا ممتنة لكل جهة تحرص على إقامة المسابقات و تهتم بتكريم طلابها على الدوام؛ فإنجازاتهم هذه ستدفعهم نحو الإنجازات الأعلى و الأفضل في مستقبلهم بإذن الله.
7- ما الدافع الذي جعلك تتجهين إلى مجال الإعلام وعمل قنوات على اليوتيوب؟ وهل تطمحين بأن يكون لكِ برنامجٌ يشاهد من خلال القنوات التلفزيونية؟
لطالما رأيت في مجال الإعلام فرصة لزيادة قوة التأثير و القدرة على التعبير ، كما أنه يعد فرصة لاكتشاف هوايات و مواهب جديدة و العمل على تطويرها؛ ما يمنح الحياة أسلوبًا متجددًا باستمرار. و كل ذلك في إطار “حرية الاختيار” ؛ فلصانع المحتوى الحرية في اختيار المحيط الذي يصور به، المواضيع التي يقدمها و الطريقة التي يظهر بها دون تمثيل أو تكلف، و هذا ما يجعلني أفضّل يوتيوب على غيره من وسائل الإعلام؛ لذلك، حاليًا لا أفكر مطلقًا في التوجه للبرامج التلفزيونية.
8- حدثينا عن بدايتك كيوتيوبر والأهداف التي حققتيها إلى الان؟
بدأت عام ٢٠١٣ بتصوير فيديوكليبات الأطفال لأخواتي و كانت هذه هي بوابتي لعالم يوتيوب. بعد ذلك أكملت تجربتي في قناة جمعة أخوات، و هنا دخلت في عالم اليوتيوب بشكل أكثر جدّية من الاهتمام بصناعة المحتوى و الاستمرارية في ذلك، متابعة الإحصائيات، المراجعة الدورية، تصحيح الأخطاء و بناء علاقة قوية مع المتابعين. و بفضل الله، حققنا نجاحًا رائعًا خلال تلك السنوات، ثم عدت لقناتي بسنة ٢٠١٩ لصناعة محتوى يساعد الشباب على تحقيق أهدافهم و السعي لها من خلال تجربتي في السنوات الماضية، و أنا الآن مستمرة بإذن الله في العمل على تطوير القناتين من جميع النواحي.
9 – بصفتك يوتيوبر، ما هي أهم الصعاب التي واجهتك في بداية عملك على قناتك على اليوتيوب وكيف تغلبتِ عليها وبماذا تنصحين المبتدئين في قنوات اليوتيوبر؟
أعتقد أن أكبر صعوبة واجهتها كانت الموازنة بين الدراسة و يوتيوب، بالإضافة لصعوبة تعلم جميع الأساسيات في بداية الطريق؛ و هنا أحب أن أوجه نصيحة مهمة لليوتيوبرز الجدد، بأن يحرصوا على تغذية شغفهم و تقوية دوافعهم و ملء قلوبهم شغفًا و إقبالًا و سعيًا لأهدافهم في قنواتهم؛ لأن البداية صعبة بلا شك، و مليئة بالتحديات -كما ذكرنا- من الحاجة لتعلم عدة مهارات جديدة كالتصوير و المونتاج و استخدام أدوات يوتيوب و أيضًا الحفاظ على الاستمرارية حتى و إن لم تلاحظ أي نتيجة تُذكر لكل جهودك، و كل ذلك يحتاج منك صبرًا طويلًا و عزيمة متّقدة.
10- قصي لنا تجربتك الرائعة في مجال العمل باليوتيوب وماذا تعلمتِ من كل السنوات الماضية؟
يمكنني أن ألخص كل هذه السنوات من العمل في يوتيوب بكلمة واحد و هي “التحدي”؛ فرحلة اليوتيوبر تجربة فريدة من نوعها، تدفع به لعالم مليء بالفرص و التجارب التي -إن أحسن اختيارها و استثمارها- ستصقل مهاراته و شخصيته و ستقوّم جميع جوانب حياته أكثر مما يتوقع بإذن الله.
11- اليوتيوبر دعاء علان شكراً لتقبلكِ الحوار بكلِّ رحابة صدر وشفافية رغم وقتك المهم وأعمالك، ولكن هل لنا أن نطلع للقارئ عن قنوات التواصل مع سعادتكم؟
أهلًا بكم، وشكرًا لك حبيبة على الأسئلة الأكثر من رائعة. أملك أنا و أخواتي ثلاث قنوات على يوتيوب، و هي: جمعة أخوات، دعاء علان، و دانة علان
في ختام الحوار نتمنى من سعادتك توجيه كلمة لقراء صحيفة وهج الإلكترونية.
ختامًا، أشكركم على قراءة هذا الحوار و أرجو أن تكون تجربتي كصيدلانية و صانعة محتوى على يوتيوب قد أضافت لكم و عرفتكم بشكل أكبر على هذين المجالين الرائعين.
أود أن أذكركم بأهم النصائح التي ساهمت في جعل حياتي أفضل، احرصوا على التعلم المستمر؛ فهذا ما يجعل حياتنا تنمو و تزدهر و يجعل أيامنا رصيدًا لنا لا علينا، داوموا على تغذية شغفكم و تقوية دوافعكم؛ فهما الوقود في كل رحلة نحو النجاح، إياكم و الخوف من خوض التجارب الجديدة؛ فهذه طبيعة الحياة و هذه حقيقة النجاح (أن تفعل ما لم تفعله من قبل قط). و أخيرًا، احرصوا على الإهتمام بأنفسكم من الداخل كما تهتمون بها من الخارج؛ فما فائدة النجاحات اللامعة من الخارج إن كانت النفس هشة ضعيفة مليئة بالآفات النفسية! و دمتم بخير و نجاح و تألق.
شكرًا لصحيفة وهج نيوز وجميع العاملين عليها على هذه الإستضافة اللطيفة.