أكان لزاماً أن تكون قاسي القلب عصي الدمع لتكون شخصاً قوياً..
من أين أتتنا هذه الفلسفة الغريبة؟! ومن أين أتخذناها منهج نسلكه ونتبعه وكأننا نعزل العقل عن القلب و هما في جسد واحد ..
القوة الحقيقية ليست في العنف والإذلال والتحطيم ..
أو الشماتة والرقص على جراح الآخرين..
القوة التي أمرنا بها الله ورسوله في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال : ” المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف”
القوة هنا في المطالبة بالحقوق ورد المظالم لأهلها، لا السلب وبخس الناس أشيائهم وقهر النفوس ..
القوة الحقيقية هي النبراس في نهج محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه ، تكمن في رقة القلب والرحمة..
تفيض رفقاً للمشاعر والقلوب قبل الأجساد و العقول ..
حيث قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ]
رفقاً يامسلمين فمن تجبر وتعظم وبطش ، لابد أن يدار له الكأس ليشرب منه…
فلا تسكب في إنائك ما لا تستسيغه نفسك ، وما لا تطيق..
وتذكر أن للخواطر من يجبرها، وللمظلومين من ينصرهم ، فلا تأخذك العزة بالإثم وتنسى الجبار العدل…
ولقد صدق الله العظيم في محكم التنزيل فقال سبحانه :
(( و ما كان ربك نسيا ))
بقلم : وفاء العتيبي 🕊️