عندما تم فتح مدينة تربه تم ارسال مرسول الى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في الرياض لانه كان قد اوصى بإبلاغه عند فتح مدينة تربه ليحضر بنفسه وياخذ البيعه من اهل المنطقه بنفسه نظرا لمكانة تربه في ذلك الوقت لانها كانت بوابة الحجاز ومفتاحه وكانت هي سبب فتح الحجاز بكل سهوله حيث انه لم تدور معارك قويه بعد فتح تربه وهزيمة الحاكم السابق
وعندحضور الملك عبدالعزيز رحمه الله قام بعمل صيوان ليتوافد الناس عليه لمبايعته وقد اجتمع مشايخ قبيلة البقوم وذهبوا لمبايعته وارسل احد مشايخ البقوم وهو شيخ قبيلة المرازيق اخوه بدلا منه كنوع من انواع الاختبار للحاكم الجديد وكان اسم الشيخ طاحوس بن حمود بن صويان وعند حضورهم له وتعريفهم بأسمائهم كان عنده علم مسبق باسماء مشايخ القبيله ومن فطنة وذكاء الملك عبدالعزيز عرف ان الشيخ الأساسي لقبيلة المرازيق لم يحضر واناب اخوه بدلا منه لانه لايعرف ماذا سيحكم به الحاكم الجديد خاصة انه دارت حرب ضروس بين الطرفين
وقد ادهش الملك عبدالعزيز الجميع بمعرفته المسبقة بالشيخ واسمه واسم حتى امه التي كانت من قبيلة اخرى خارج القبيله عندما قال وين الشيخ طاحوس شيخ قبيلة المرازيق ولد الدعجانية ليش ماجاء يبايعني قالوا له ياطويل العمر كان مسافر وهو في الطريق جاي لمبايعتك
وعندما جاء الشيخ طاحوس قادم للملك عبدالعزيز لمبايعته اخذ معه من قبيلته خمسه اشخاص يشبهونه في الشكل والطول وحضروا عندالملك عبدالعزيز وردوا السلام عليه وجلسوا عنده في الصيوان وقد احتار في من هو الشيخ فيهم لكي يوجه له الكلمه خاصة انهم حضروا وردا السلام مع بعض وسكتوا ولم يفصح عن نفسه الشيخ طاحوس وكان تصرف الملك عبدالعزيز رحمه الله غاية في الذكاء والدهاء الذي لايجيده الا الاذكياء من الناس
قام الملك عبدالعزيز باخذ منديله ووضعه على وجهه وكأنه يمسح وجهه من الغبار وقال والمنديل على وجهه وبسرعة في الكلام حتى لايركز في احد من الحضور وقد لا يكون هو الشيخ وقال طيبين ياطاحوس بن صويان قام الشيخ ونطق وقال طيبين ياطويل العمر هنا عرف الملك عبدالعزيز من هو الشيخ بهذه الحركه البسيطه الذكيه
قال الملك عبدالعزيز رحمه الله كلمته الابويه التي لايمكن ان يقولها الا قائد ناجح يريد ان يبني علاقات قويه مع الكل وملك مبني على الحب والاحترام وليس بالقوه وبالحروب التي تدمي القلوب
قال له الملك عبدالعزيز ابشر لك بأبو خير من ابوك السابق يقصد الحاكم السابق الشريف
قال الشيخ له وابشر لك ياطويل العمر بولد صالح
ومن هنا بدأت العلاقه الطيبه بين اهل المنطقه وبين الحاكم الجديد وانظموا معه في جيشه الذي اكمل مسيرة توحيد الوطن لفتح باقي مدن الحجاز الطائف ومكه وجده والمدينه
من هنا يجب ان نعرج على احد اهم خصال الملك عبدالعزيز التي مكنته من الانتصارات ومن معرفة مجريات الامور وهي انه قبل ان يغزوا اي منطقه كان يجمع عنها ادق المعلومات ويعرف من هم المتصدرين فيها واصحاب القرار والمكانه فيها ثم يرسل لهم من المؤثرين من يحاول استمالتهم واقناعهم بالانضمام اليه وانهم سوف يكون لهم حضوة عنده فيما بعد ومن يرفض يشن عليه الحرب وقد علم مسبقا نقاط الضعف لدى خصومه ليستغلها وتكون سبب هزيمتهم ثم ان لديه خصلة مهمه جدا وهي الاحتواء فبعدالانتصار لا يمكن ان يذل من انتصر عليهم بل يكرمهم ويعاملهم معاملة طيبه وهذا ماجعل الجميع يحبونه ويدعمونه خاصة انه اظهر لهم انه جاء ليثبت دعائم الاسلام التي كان معضمها مفقودفي المنطقه نظرا للأمية المنتشره في المنطقه والجهل وكذلك محاربة قطاع الطرق الذين دمروا حياة الناس وادخلوا الرعب في قلوبهم
الملك عبدالعزيز موسوعة متنقله في كل الامور سواء سياسيه او حربيه اوعلاقات عامه او ارساء القانون بين الناس وجعلهم سواسيه امام القانون وهوحكم الشرع لافرق بينهم
ويجب علينا ان نقول الحقيقه وهي انه لو لا الله ثم هذاالرجل الذي قيضه الله لانقاذ هذه البلاد لظلت فترة طويله ترزح تحت الجهل والتخلف والفقر والمرض ولاستمرت شعوب وقبائل متناحرة فيما بينها تطحنها الحروب والنزاعات القبليه المقيته التي يدفع ثمنها الجميع دون استثناء .