سعيدٌ جداً بأن اليوم الوطني أصبح عيداً له فعالياته الخاصة، ولقد كان الأمير سلطان رحمه الله يوصي دائماً من يعمل معه أن لا يتجاهل شكوى لأي مواطن، كذلك أتمنى من الأخوة الأكاديميين والمسؤولين في التعليم العالي أن يتجاوزوا الأنظمة البيروقراطية التي تعيق تطوير العملية التعليمية خصوصاً في تعيينات وترقيات أعضاء هيئة التدريس.
عرِّف قراء وهج نيوز بنفسك.
الدكتور أحمد الفراج
أكاديمي وكاتب في عدة صحف ومحلل سياسي ومهتم بالعلاقات الدولية.
1-ما هي الوسائل التي ساعدتك في النجاح؟وكيف توازن بين متطلبات أسرتك وعملك؟ وما هو الأمر الذي تعتبره أكثر أهمية وتطلع لتحقيقه خلال العام القادم 1441- 1442 هـ على المستويين الشخصي والوظيفي؟
جميعنا نطمح إلى تحقيق النجاح ولكن الذي يقرر أننا ناجحين هم المتابعين، أما بالنسبة لعملية التوازن بين الأسرة والعمل نحتاج إلى العامل الأساسي وهو الوقت ومع إن الوقت قصير جداً لكنه ثمين وسر النجاح يكمن في استغلال الإنسان للوقت وذلك من خلال تنظيمه واستثماره ومن هنا يكون قادراً على القيام بكافة متطلبات الأسرة وكافة متطلبات العمل، والأمر الذي اعتبره أكثر أهمية وأتطلع إلى تحقيقه خلال العام القادم هو تأليف كتاب عن السياسة الأمريكية لما لاحظته من شغف المتابعين لمعرفة كلَّ ما يتعلق بالسياسة الأمريكية.
2-بصفتك أكاديمي، ما هي أهم المرتكزات والمبادئ التي يقوم عليها التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وما هو التطور الذي تطمح بهِ في الجامعات السعودية؟
التعليم الجامعي هو الركيزة الأساسية للتنمية الوطنية وبالتالي نستطيع أن نحكم على تنمية أي وطن وتقدمه وازدهاره من خلال تقدم وازدهار التعليم العالي، أما التطور الذي أطمح بهِ في الجامعات فأريد أن أوجه للأخوة الأكاديميين أن هناك بعض الأنظمة ربما تعيق تطوير التعليم العالي فإذا نظرنا إلى قرارات تعيين هيئة أعضاء التدريس في الجامعات أو إلى آلية ترقية أعضاء هيئة التدريس نجد أن الجامعات لا تزال تسير على تعليمات ورقية بمعنى في عملية الترقية على سبيل المثال تجد مطلوب منك لتترقى من أستاذ مساعد إلى أستاذ مشارك أن تقوم بتسليم 4 بحوث يجب أن يكون الاهتمام على نوعية البحوث وليس عددها بمعنى أنه الآن في الجامعات الغربية من الممكن أن تقدم بحثاً واحداً ولكنه مميز فيرفعك هذا البحث من درجة أستاذ مساعد إلى أستاذ أما في قرارات تعيين أعضاء هيئة التدريس هناك بعض الأنظمة تعيق قرار” السعودة ” في الجامعات السعودية مثلاً تجد أستاذاً جامعياً حصل على درجة الدكتوراه من إحدى الجامعات المتميزة في الغرب ومع ذلك تجده هنا لا يستطيع العمل في الجامعات السعودية لمجرد أن معدله في البكالوريوس غير المطلوب ولهذا أتمنى من الجامعات أن تتجاوز في أنظمتها الأنظمة البيروقراطية الورقية ونكون عمليين وواقعيين في آليات التعيين والترقية والبحث العلمي وهذا سيساهم بتطوير التعليم العالي بلا شك.
3-بصفتك كاتب ومحلل سياسي، ماذا أضافت عليكَ تجربة العمل في المجال السياسي، وما هي أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الكاتب والمحلل السياسي؟
أولاً: أنا لا أرى نفسي محللاً سياسياً بالمعنى المعروف فأنا أحصر نفسي في نطاق السياسة الأمريكية الداخلية وما يتعلق بعلاقتها مع الدول الأخرى، أما بالنسبة لأهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الكاتب والمحلل السياسي هي القراءة المكثفة والبحث ومتابعة المعلقون ذو العيار الثقيل وأن تكون مطلعاً باستمرار وأن يكون انحيازياً معقولاً فيصعب أن يكون هناك محلل سياسي محايد بشكل كامل.
4-من وجهة نظرك، كيف يعزز الإعلام العلاقات الدولية ويساهم في تقويتها؟
الإعلام أداة مهمة وخطيرة إذا استخدمت بشكل صحيح تسهم في تقوية العلاقات الدولية أما إذا استخدمت بشكل ضعيف وغير مهني فإنها تلحق ضرراً بالغاً بالعلاقات الدولية أنا أتمنى من هذا المنبر أن يأتي يوم تكون فيه المهنية أساس الإعلام لأن المهنية هي الأساس في نجاح الإعلام فعندما نستقطب الإعلاميين يجب أن يكون استقطابهم الأول والأخير على أساس المهنية لا المحسوبية وغيرها من الأمور الأخرى.
5-برأيك، ما الذي ينقص القضايا العربية المطروحة في الساحة العالمية من دعم وتعزيز وتحليل سياسي متكامل؟
دائماً أقول أن الإعلام المحترف هو الذي يبرز القضايا الضعيفة وأن الإعلام غير المحترف يقتل القضايا العادلة وللأسف التعامل مع معظم قضايانا العربية يكون من قِبَل إعلام غير محترف؛ لذا إن أردنا أن يكون لقضايانا العربية وزن لا بد أن نطرحها من خلال إعلام محترف ومن خلال مراكز بحوث مختلفة.
6-من خلال تجربة عملك مع الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله،كيف تصف هذه التجربة، وما هي أهم الدروس التي استخلصتها منها، وما هو الانطباع الذي أخذته عن الأمير سلطان رحمه الله؟
إنها كانت فرصة وسعيدة كوني كرئيس مركز للدراسات الخاصة في السكرتارية الخاصة لسمو الأمير سلطان رحمه الله ولقد كانت التجربة ثرية للغاية على المستويين الشخصي والمهني ، على المستوى الشخصي أن تعمل مع رجل دولة مثل الأمير سلطان رحمه الله أنت تتعلم كلَّ يوم من هذه القامة وعلى المستوى المهني تكون دائماً متحفزاً أن تقدم الأفضل في عملك لأنك تعرف أن هذا العمل سيعرض ويقدم على ثاني أهم شخصية في الوطن، أما الدروس التي استخلصتها من العمل مع الأمير سلطان رحمه الله:
الصبر – الحكمة – المقدرة على التعامل مع المهمات الصعبة – التسامح، أما الانطباع الذي أخذته عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز فهو كما كنت أسمع قبل العمل لديه شخصية ثقيلة سياسياً، مبتسماً، محباً للوطن، يعطف على العاملين معه، يسامحك إذا أخطأت، يشجعك، لا ترى فيه شخصية الرئيس في العمل بل ترى شخصية الأب الحنون الذي يتفقد كل مواطني المملكة ولقد كان يوصينا دائماً بأن لا نتجاهل أي طلب يأتي من أي مواطن خصوصاً إذا تعلق الأمر بالصحة، غفر الله له وطيب ثراه.
7-من خلال تجربتك ما مدى أهمية الترجمة في تطوير العلوم وتثقيف المجتمع؟
الترجمة هي أحد أهم الأعمدة التي تقوم عليها المجتمعات فلا يمكن لمجتمع أن يزدهر ويتطور ويتقدم ويلحق بالأمم ما لم يطلع على آداب وثقافة الشعوب الأخرى خصوصاً الشعوب المتقدمة وبالتالي فإن الترجمة تضيف كثيراً في الجانب الأكاديمي والجانب الشعبي لذلك أتمنى أن أرى حركة ترجمة مزدهرة أفضل كثيراً مما هي عليه الآن.
وفي الختام وبما أنك ضيف اليوم الوطني، هلّا زودتنا بكلمة إهدائية للوطن.
أولاً: أنا سعيدٌ للغاية كوننا أصبحنا نحتفل باليوم الوطني فقديماً لم نكن نعرف عن اليوم الوطني سوى ما يكتب في الإعلام ولكن الاحتفال باليوم الوطني الآن أصبح عيداً ينتظره الناس فهناك أجازة وفعاليات تكرس الوطنية وتُدخِل السعادة في قلوب المواطنين ولعلنا اطلعنا على برامج هذا العام رغم جائحة كورونا، هي مناسبة لنا جميعاً لنتذكر تأسيس هذا الوطن العظيم، القارة الشاسعة التي بناها وأسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مع آبائنا وأجدادنا وصنعت لنا وطناً عظيماً له ثقل عالمي على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وطن شامخ ، وطن يعتبر هو حجر الزاوية حالياً لمعظم السياسات العالمية، وطن يعتبر رمز الاستقرار للعالم أجمع ولعلي هنا أختم بما قاله الأمير سلطان رحمه الله وسمعته أكثر من مرة في أكثر من مقابلة أنه حين قابل بابا روما قال له:
إن المملكة العربية السعودية وطن مهم جداً لهذا العالم فسأله الأمير سلطان ماذا تقصد فأجابه قائلاً: أنه إذا استقرت المملكة العربية السعودية استقر معها العالم.
دكتور أحمد شكراً لتقبل الحوار بكل رحابة صدر وشفافية رغم وقتك المهم وأعمالك ولكن هل لنا أن نطلع للقارئ عن قنوات التواصل مع سعادتكم؟
تويتر:
@amhfarraj
في نهاية الحوار نتمنى من سعادتك توجيه كلمة لقراء صحيفة وهج الإلكترونية:
قبل القراء أشكركم على وجودي عبر صحيفتكم ورقي حواركم كذلك أشكر القراء وأتمنى أن يكون الحوار ممتعاً وخفيفاً وعلى قدر التوقعات كذلك أبارك لهم جميعاً باليوم الوطني الذي يمثل لنا الشيء الكثير وأتمنى بإذن الله أن ألتقي بهم في مناسبات قادمة.