مدرسةٌ متميزةٌ في الشعر العربي.. برز نجمه مع عمالقة الشعر العربي وفي العصر الذهبي الحديث..
كتب الشعر المقفى العمودي كما كتب الشعر الحر الحديث..
امتاز اسلوبه بالسلاسة والعذوبة..
خاض كل أغراض الشعر من مدح وغزل و رثاء ولكن سطع نجمه في وصف الوجدان..
تأثر بنبطية والده و بشعراء مدرسة أبوللو و شعراء المهجر في موضوعات الشعر و أسلوبه..
سمي بالشاعر المحروم أو شاعر الحرمان، نسبة إلى اسم ديوانه “وحي الحرمان” ثم أصدر بعد ذلك ديوان “حديث قلب” والذي ظهر فيهما الكثير من وصف الشعور والبراعة والصدق في إيصال المشاعر حتى أن دواوين الشاعر ترجمت للغة الفرنسية..
قال عنه جاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق عندما كان عمدة لباريس :
(( عندما صدر ديوانكم الأول ” وحي الحرمان” الذي أثار إعجاب وحماس الأدباء العرب تعزز عملك الأدبي بظهور ديوان جديد ” حديث قلب” وقد كانت روائعكم الأدبية مادة لإنجاز أعمال جامعية ذلك أنها كانت موضوع لرسالة الماجستير في جامعة السوربون.
واذا كان قلبكم انتقائيا فإنه ابى أن يبتعد عن قسم اللغة العربية إلى ميدان الشعر الشعبي وساهم في الشعر النبطي الذي يحبه البدو فتجلت براعتكم في غزارة الصور وفي رشاقة وانسجام الاسلوب ..))
كما أشاد بشاعريته العرب قبل الغرب ولم يختلف اثنان على كونه مدرسة متفردة ترك بصمة في الشعر العربي إلى يوم يبعثون..
لم يكن إنسان محروم أبدا ولم يتجرع كأس الفقر والجوع والعوز قط ولكنه استطاع أن يعيش التجربه في شعره حيث وصف لنا الحرمان العاطفي بشتى الطرق..
كيف له أن يكون محروم وهو الأمير البكر للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
ترعرع بين كنفي جده المؤسس في نجد ووالده القائد في الحجاز ثم تقلد منصبي وزير الداخلية ووزير للصحه في وقت واحد لكنه تفرغ بعد ذلك لوزارة الداخلية ومن بعدها استقال وتفرغ لشغفه وحبه و أدبه ..
كان مولعا بالأدب والفن والرياضة فكان مجلسه عامراً بديوانيات الأدباء والشعراء العرب من كل مكان وكل زمان ..
رثى والده الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بقصيدة أبكت السعوديين وكل من أحب الفيصل رحمه الله في ذكرى وفاته بعد عام فقال:
كيف أنساك يا أبي؟!
أي ذكرى تعود لي بعد عام
لم تزل فيه نازفات جراحي
أي شهر، ربيع عمري ولى
فيه، وارتاح في ضلوعي التياحي
أي خطب مروع كنت أخشاه
فأبلى عزمي وفل سلاحي
أي يتم أذل كبر أنيني
وأراني دجن المسا في صباحي
أي يوم ودعت فيه حبيبي
ثم أسلمت مهجتي للنواح
حتى قال فيها أيضا يصف شجاعة وبسالة الفيصل حين قال :
فيصلي يا مهندا ما أحب الغمد
يوما، ولا ارتوي من طماح
يا حساما في قبضة الحق والإيمان
سلت شباه أعظم راح
رحم الله الشاعر الكبير عبدالله الفيصل ووالده القائد الشهم الشجاع..
قصائد المحروم جميلة وسهلة المفردة عميقة المعنى موصلة للمشاعر بأرقى وأبرع إسلوب فهي تلامس القلوب..
كانت أوفى قصيدة هي التي وصف فيها الحرمان، وأصبح بها فارسٌ على جواده يجوب ساحات الوجدان..
والتي كان مطلعها:
الحرمااااان..
أنا ضقت بالحرمان ياربي .. والري من حولي فما ذنبي ؟
حولي شباب ضاحك يانع.. كالزهر في أحلى ليالي الربيع
والبدر من فوق الربى ساطع.. يلاحق السحب ولايستطيع
وسناه في قلبي..
يهفو إلى الحب..
يارب ماذنبي ؟
حولي أغاريد صداها..
على سمعي حرام
تعود بي في كل حين..
إلى ذكرى غرام
ذكرى غرام لون العمرا…. وأقام فيه فرحةً كبرى..
لكن تهاوى صرحه بعد حين.. وظل ما بين زحام السنين..
حولي خيالات تطوف المنى.. من حولها عابرة.. صابره
والصبر لم يبق لروحي أنا .. إلا ابتسامات الرضا حائره..
وصورة الماضي أراها ..
وفي نفسي
بقايا للشجى والشجون..
يسعدني أني بقيت الوفي.. بين ضحايا الظلم للظالمين
حولي جمال تتلاقى العيون.. في دفئه شاكية راضيه..
في كل يوم..
حافل بالظنون..
وليلة عاطرة ساجيه..
منية روح عرفت ربها.. ماعرفت في حبها ذنبها..
يارب ماذنبي؟!
أنا ضقت بالحرمان ياربي!!
ونحن أيضا ضاق بنا الحنين إلى زمن الشعر الجميل رحمك الله يا شاعر الجمال والحرمان وجعل الجنة ملتقانا إنه جواد كريم..