قبل سنةٍ من الآن ، كانت عبارات التهنئة بحلول العام الهجري الجديد -١٤٤١- .
كانت قوائم الأهداف تتجدد وكلٌّ منا بادر للبحث عن أجندة العام القادم ، وبكل شغف انتهينا من صياغة ما كُنّا نطمح لتحقيقه ، ماكنا نريد تغييره وماكنا سنضيفهُ لأنفسنا وحياتنا .
الآن .. في اليوم الأول من الشهر الأول للعام التالي -١٤٤٢- أمامي مادوّنته في السنة الماضية ، بعض الأهداف أُنجِزت ، وأكثرها لم ترَ النُّور .. ورغم ذلك لم أبذل جُهداً لتحقيقها .
أيقنتُ الآن أن شعورنا بالثقة التامة بتحقيق كل ما فكرنا به ، ماهو إلا شعورٌ قائمٌ على ظروف التوقيت ذاته .. وليس على قدراتنا ولا على ظروف الحياة والبيئة من حولنا .. ونتفاجأ بأن نسبة نجاحنا في إنجاز تلك القائمة الطويلة لا يتجاوز تحقيق هدفين أو ثلاثة .
نحنُ لا نستاء لأننا وبعد مرور الوقت والأيام وما شهدناه من رضوضٌ طفيفة تسببت بها ظروف الحياة ، نعلمُ أنها لم تكُن بتلك الأهمية وأن عدم تحقيقها لم يُحدث فرقاً ولربما كانت الخيرة في أننا لم نُجازف بالمحاولة .
أحياناً يتحقق لنا شيئاً لم يُدوّن ضمن قوائمنا ، وقد نُصادف شخصاً يُغيّر من تفكيرنا تجاه أمر معين ..
قد تتغير مبادئنا في لحظة وقد نبدأ ولكن لا نصِل .
ومع ذلك نحنُ ممتنُّـون ، نشعرُ بالرضا ونحمُل انجازاتنا الصغيرة في مذكراتنا .. علّها تُلهمنا إن تعثرنا يوماً ..
هذا العام لن أتمنى تحقيق شيء ، سأُلاحظ الفُرص الوفيرة التي تقدّمها الحياة ، أُركز ثم أُنجِز .
عامٌ مليء بتحقيق التغيير في أنفسكم أولاً ، ثم تحقيق النجاحات والأُمنيات أتمناه لكم يا أصدقاء .